
من الضروري أن يحافظ كل إنسان على روتين العناية بصحة الأسنان، فالأسنان هي عبارة عن عظام مغمورة في طبقة اللثة وتتكون الاسنان جزئين، جزء ظاهر يسمي التاج وجزء مغمور في طبقة اللثة يسمي الجزر ويختلف شكل الاسنان تبعاً لمكانها في التجويف الفمي.
تتكون الاسنان علي مرحلتين أولاً عند سن 6 أشهر تبدأ الاسنان اللبنية في النمو وهي اسنان مؤقتة ضعيفة تسقط بعد سن معين من عمر الطفل لتبدأ الاسنان الدائمة في النمو.
تتكون الأسنان من أربعة طبقات:
- طبقة الميناء: وهي تشكل الطبقة الخارجية الصلبة البيضاء من السن وتحتوي علي العديد من المعادن لذا فهي مادة قاسية شديدة تتكون من مادة “الهيدروكسي اباتيت”.
- طبقة العاج: وهي الطبقة التي تلي الميناء مباشرةً وتشكل الداعم لها.
- طبقة اللب: وهي الطبقة الداخلية للسن وتحتوي علي الاعصاب لذا فهي مسئولة عن الشعور بالإحساس وتحتوي علي المسئولة عن نقل الغذاء.
- طبقة الملاط: وهي طبقة تحيط بطبقة العاج في منطقة الجزر المغروزة في اللثة وليس منطقة التاج الظاهرة.
تعتبر نظافة الفم الجيدة ضرورية للحفاظ على صحة الأسنان واللثة؛ لذا ينبغي عليك اتباع عادات صحية مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يوميًا وإجراء فحوصات الأسنان بانتظام. وللتوضيح أكثر تبدو صحة الأسنان بالنسبة لكثير من الناس أنها متعلقة بمدي مظهرها الجمالي فقط، ولكنها في حقيقة الأمر ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمدي صحة الانسان العامة وتعكس مدى اهتمامه بنظافته الشخصية. و يعتبر الخبراء أن مشاكل صحة الفم تشكل عبئًا صحيًا عالميًا يجب علينا الاهتمام بها.
بدون علاج، يمكن أن يؤدي تسوس الأسنان أو مشاكل اللثة إلى الشعور بالألم ومشاكل الثقة بالنفس وفقدان الأسنان. قد تؤدي هذه المشكلات إلى سوء التغذية ومشاكل الكلام وتحديات أخرى في عمل الشخص أو مدرسته أو حياته الشخصية. يمكن للناس منع هذه المشاكل من خلال الرعاية المناسبة للأسنان، سواء في المنزل أو في عيادة طبيب الأسنان.
ما هو تسوس الأسنان؟
عند تناول الطعام واتباعه بعدم غسل الأسنان بالفرشاة يحدث الآتي: تتجمع جزيئات الطعام حول السن ومن ثم تنتج البكتيريا حيث أن بيئة الاسنان الرطبة تساعد علي نمو البكتيريا والفطريات وغيرها، ثم تقوم البكتيريا بتحليل جزيئات الطعام وانتاج الأحماض والتي بدورها تقوم بتحليل طبقة الميناء الغير متجددة وتتسبب في ثقبها ومن ثم حدوث التسوس.
وربما يتقدم الامر ويستمر الثقب في الاتساع وتستمر طبقة الميناء في التحلل وينتشر التسوس في السن حتي يصل الي طبقة العاج ثم يصل الي طبقة اللب التي تحتوي علي الاوعية الدموية والاعصاب المتصلة بالدماغ والتي بدورها تحدث الالم.
وعند الوصول لهذه الحالة يصبح الحل الوحيد هو الذهاب لطبيب الاسنان ليقوم بما يسمي بحشو الأسنان ليعوض فقدان طبقتي الميناء والعاج.
وهنا ندرك أهمية غسل الأسنان بالفرشاة علي الأقل مرتين يومياً بعد تناول الطعام.
الطريقة الصحيحة لغسل الأسنان بالفرشاة:
يدرك معظم الناس أن تنظيف أسنانهم بالفرشاة مرتين يوميًا من أهم الممارسات لإزالة التسوس والبكتيريا والحفاظ على نظافة الأسنان. ومع ذلك تقتصر فائدة غسل الاسنان بالفرشاة فقط علي الأشخاص الذين يستخدمونها بالطريقة الصحيحة.
- يجب استخدام الفرشاة بحركات دائرية صغيرة أو حركة للأعلى والأسفل بصورة متكررة بلطف شديد لتجنب حدوث نزيف اللثة، مع الحرص على تنظيف الجزء الأمامي والخلفي والجزء العلوي من كل سن. تستغرق هذه العملية ما بين دقيقتين الي ثلاث دقائق. يمكن أن يؤدي استخدام الفرشاة بقوة وعنف أو استخدام فرشاة أسنان صلبة إلى إتلاف مينا الأسنان واللثة، وقد تشمل آثار ذلك حساسية الأسنان.
- تأكد أن معجون الاسنان الذي تستخدمه يحتوي علي عنصر الفلورايد؛ لأن بعض منتجات الأسنان قد لا تحتوي عليه. وتكمن أهمية الفلورايد في كونه محارب قوي لتسوس الأسنان، حيث يعتقد العديد من الخبراء أن الفلورايد يساعد على منع التسوس، وكذلك اثبتت أبحاث حديثة أن التنظيف بالفرشاة والخيط لا يمنعان الشخص من الاصابة بتسوس الأسنان إذا لم يستخدم الفلورايد.
- احرص علي ان يظل معجون الاسنان في فمك لمدة دقيقتين او ثلاث دقائق حتي تعطي الفرصة لأسنانك للاستفادة من المواد المنظفة في المعجون.
- احرص علي تنظيف اللسان باستخدام الجزء المخصص لذلك في فرشاة الاسنان.
- قم بإفراغ ما بفمك ثم اغسل مرة أخيرة بالمياه.
أفضل الممارسات للعناية بصحة الأسنان واللثة:
- التقليل قدر الامكان من شرب المشروبات الغازية والتي تحتوي علي الكثير من السكريات التي تستخدمها البكتيريا في انتاج الغذاء ومن ثم في بيئة خصبة لنمو البكتيريا وحدوث التسوس، كما تحتوي علي حمض الفوسفوريك الذي يتعارض مع قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم الضروري لصحة الاسنان.
- نفس الأمر يدور حول الأطعمة السكرية كالحلوى والشكولاتة والقهوة والشاي وغيرها من المنتجات التي تضر بصحة الأسنان.
- يعد تناول الفاكهة والخضروات مثل التفاح والكمثرى والكرفس والجزر بين الوجبات أمراً مهماً لأن نشاط المضغ يزيد من إنتاج اللعاب، ويساعد اللعاب على حماية الأسنان، كما أن الفاكهة تساعد علي تنظيف بقايا الأطعمة المترسبة بين الاسنان.
- يمكن أيضًا أن يساعد مضغ العلكة الخالية من السكر لمدة 10 دقائق بعد الوجبات والوجبات الخفيفة في تقليل التسوس.
- شرب المياه يساعد في الوقاية من التسوس وكذلك تنظف الاسنان ويحافظ عليها، ينصح بشرب 2 لتر يومياً.
- استخدم خيط تنظيف الاسنان بين الوجبات للتأكد من التخلص من بقايا الطعام العالقة بين الأسنان حيث لا تستطيع فرشاة الأسنان الوصول إلي بعض اماكن بين الاسنان، كما يمكن أن يساعد أيضًا في منع رائحة الفم الكريهة الناتجة من تخمر باقيا الطعام في الفم.
- استخدام غسول الفم الذي يحتوي على “الكلورهيكسيدين” وبعض الزيوت العطرية مثل القرنفل وغيرها، لها خصائص مضادة للبكتيريا تساعد في السيطرة على التسوس والتهاب اللثة.
- الاقلاع عن التدخين، حيث أن التدخين يضعف من صحة الجهاز المناعي في الجسم، مما يجعل من الصعب على الجسم التئام الأنسجة، بما في ذلك الأنسجة الموجودة في الفم، كما يزيد من فرص الاصابة بأمراض اللثة. وأيضاً يؤدي التدخين الي اصفرار الاسنان وفقدان المظهر الجمالي لها ويتسبب في الرائحة الكريهة للفم.
- تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم للمساعدة في تقوية الأسنان مثل منتجات الألبان والبيض.
- إذا كنت من اصحاب اللثة الحساسة ننصح باستخدام الفرشة الالكترونية التي تترك علي الاسنان ومن ثم تقوم هي بتنظيف الاسنان دون مجهود.
- يوصي الخبراء بأن يزور الناس طبيب أسنان كل 6 أشهر لإجراء فحص طبي، حيث يقوم أخصائي صحة الأسنان بتنظيف الأسنان وإزالة التسوس والجير المتصلب.
مضاعفات عدم العناية بصحة الأسنان:
- المظهر السيء للأسنان الصفراء وظهور التسوس عند الابتسامة مما يجعلك تخفي ابتسامتك للآخرين.
- تكسير الأسنان وضعفها وربما سقوطها.
- اصابة اللثة بالالتهاب والنزيف وزيادة فرص الاصابة بالبكتيريا.
- الاصابة بخراج الأسنان وما يتبعه فرص الاصابة بتلوث الدم.
- في بعض الاحيان ربما يتطور الامر وتنتقل بكتيريا تسوس الاسنان الي الدورة الدموية ومن ثم الي القلب ويتم الاصابة بما يسمي “endocarditis” وكذلك اصابة صمامات القلب وتعريضها للخطر
ولكن لا داعي للقلق فالأمر غير شائع كذلك يمكن السيطرة عليه من خلال اتباع التعليمات التي ذكرناها.
إذا كنت لا تعاني من مشاكل صحية يمكنك استخدام مادة الباراسيتامول أو الأيبوبروفين أو الديكلوفيناك كمسكن مؤقت حتي تزور الطبيب. ويمكنك أيضاً استخدام زيت القرنفل كمخدر موضعي يتم وضعه علي السن المصاب فترة من 10 دقائق الي 15 دقيقة وستشعر بتحسن مقبول، مع تجنب الضغط علي مكان الاصابة وعدم شرب مشروبات ساخنة أو باردة حتي يستقر الأمر.
وفي النهاية الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء لا يراه الا المرضي لذلك احرص ايها القارئ علي الحفاظ علي صحتك فالوقاية خير من العلاج.