
يُعرّف الفن إصطلاحاً بأنّه التزيُّن والزينة, وهو تصميم شئ جديد مبدع وإتقان عمله, ويُعرف الفنّ خاصةً بأنّه مهارة شخصية تنتج عملاً جمالياً يثير مشاعر البهجة والسرور فب النفس الإنسانية, ويمكن أن يقال إختصاراً بأنّه رؤيا أو حدس, فهو يقدّم صورة أو خيال الفنّان في شكل عمل فنيّ, وهدفها إيصال الجمال, والفنون صلة بين الإنسان والطبيعة, فعناصر العمل الفنيّ تشّكل محاكاة لعناصر في الطبيعة, ويتجاوزها الفنّان بإبداعه وخياله, وما تلهمه بصيرته.
ومن أنواع الفنون, الفنون الجميلة او ما يُسمى الآداب الرفيعة: الموسيقى, الشعر, النثر, العمارة, الرسم, النحت, الرقص, الغناء والتمثيل.
أنواع الفنون
تتعدد أنواع الفنون وتختلف, لذا فقد صُنفت إعتماداً على أُسس ومعايير مختلفة, وقد إجتهد الفلاسفة والجماليّون في تصنيف الفنون, ومن أهم التصنيفات المُتّبعة:
تصنيف كانت
يُقسّم كانت أنواع الفنون الجميلة لثلاثة أنواع رئيسية, وهي:
- الفن التشكيلي: يُعرف الفنّ التشكيلي بأنّه كل ما يأخذه الفنان من الواقع الطبيعي ويعيد تشكيله بطريقة جديدة ومختلفة عما هو في الطبيعة بحسب رؤيته وأفكاره والنهج الخاص به, ومن أمثلته النحت والعمارة.
- التصوير: يعدّ التصوير من أنواع الفنون البصرية, ويطلق عليه أيضاً فن المظهر الحسّي, ويتضمن التصوير وفن الحدائق.
- فنون اللعب بالأحاسيس: من أنواع الفنون التي تؤثر على الحواس, كالتأثير على الحاسّة السمعية مثل: الموسيقى, أو التأثيرعلى الحاسّة البصريّة مثل: فنّ الرّسم والتلوين, وإذا كان الفن يؤثر على أكثر من حاسّة واحدة يُسمى الفن المركّب, كالمسرح والأوبرا والغناء والرّقص.
تصنيف لاسباكس
لاسباكس من أتباع المدرسة الإجتماعية الفرنسيّة, حيث يقسّم الفنون إلى ثلاثة أقسام:
أ- الفنون الحركيه
وتعتبر من أقدم أنواع الفنون, ويعطي هذا الفنّ للإنسان الدّافع للحركة والدفع, ويقدّم دلالات عاطفية ورسائل ذات معنى, ومن أبرز الأمثلة على هذا النوع من الفن: الرقص والغناء والموسيقى.
ب- الفنون السّاكنه
وهي الفنون التي تُبنى على التناسق العقلي وتخضع للمنطق, وتُثير في نفس متلقّيها الإعجاب بجمالها, ومن هذه الفنون: العمارة والتصوير وفن النحت.
وتسمّي هذه الفنون الساكنة, لكن الإسم يرتبط فقط بوضعيتها المادية, أمّا أثرها الفني فإنه يحدث أثراً في النفس.
ت- الفنون الشعرية
وتتضمن الفنون الخاصة بفنون الشعر التمثيلية, الكوميدية, التراجيدية , الشعر القصصي والغنائي, وتجمع هذه الأنواع من الفنون جانب الفن الأدبي, الغناء والموسيقى.
تصنيف شارل لالو
صنّف عالم الجمال الفرنسي الفن إعتماداّ على نظرية الجشتالت, وهي نظرية تصّف قدرة الإنسان على التصور والإدراك, وتفاعله مع مجموعة مركبّة من العناصر بأبسط الطرق.
ومن التركيبات التى وضعها شارل لالو لتصنيف الفنون: تركيب السّمع الذي يعتمد أساساً على الموسيقى, ويضاف إليه تركيبات آخرى مثل: الكورال والأوكسترا, والتركيب البصري الذي يدل على التفاعل البصري مع العناصر الفنية مثل: الرسم, النقش على الزجاج والسينما.
أما التركيب الحركي فيشمل الفنون المتعلقة بالحركة الجسمانية كالباليه, وتركيب العمل المكّون من عمل فنّي بعدة عناصر كالمسرح, وهو يختلف عن التركيب الذي يجمع المواد المادية التي يستخدمها الفنان في عمله, كالعمارة والنحت, ويضم التصنيف أيضاً تركيب اللغة والشعر, وتركيب الحساسية كفنّ الطبخ.
تصنيف هيجل
إنّ الأساس الذي اتخذه هيجل في تصنيفه للفنون مبني على الفلسفة الميتافيزيقية للفن, فيضع الفنون في ثلاثة مستويات تعتمد على العلاقة بين المادة والروح, وهي:
الفنون الرمزية
وهي في المستوى الأول, حيث تُطغى فيه المادة على الروح, كفن العمارة.
الفنون الكلاسيكية
وهي في المستوى الثاني, حيث تقف المادة والروح على مستوى واحد.
الفنون الرومانتيكية
وهي المستوى الثالث الذي تطغى فيه الروح على المادة, كفنّ الموسيقى والشعر والتصوير.
الفنون العربية الإسلامية
من أنواع الفنون التي تشير إلى الفنّ الذي يرسم صورة الوجود من زاوية التصوّر الإسلامي للكون, والإنسان, والحياة, ويتميز هذا الفن بعدّة خصائص تجعله يُصنف كفنّ متفرد بذاته, ومن هذه الخصائص:
- التجريد والبعد عن المحاكاة.
- كراهية تصوير الكائنات والبعد عن التجسيم.
- تلازم الجمال والمنفعة.
- موافقة مقاصد الشريعة.
وقد صُنفت أنواع الفنون العربية الإسلامية إلى العديد من التصنيفات مثل: تصنيف مكتبة الفنون الجميله بجامعة هافارد, تصنيف ساردار وإيكونكلاس الهولندي, وفيما يلي نذكر أهم التوجهات النوعية لأبرز الفنون العربية الإسلامية في عالمنا المعاصر.
انواع الفنون
الفنون الزخرفية والخطّ العربي
تعدّ الفنون الزخرفية المسمّاه بالأرابيسك أحد أكثرالمجالات التي تميّز الفنّ الإسلامي, والزخرفة هي مجموعة من الوحدات أو الأشكال المتداخلة معاً, ومن أنواعها: الزخارف النباتية والهندسية, والزخارف الخطية والحيوانية, أما الخطّ العربي فيعتبر من أجمل أنواع الخطوط, وقد حظي بإهتمام كبير لكونه الوسيلة التي يحفظ به القرآن.
فنون العمارة الإسلامية
تتنوع بين المساجد والقصور والقلاع ودور الضيافة والأضرحة وغيرها, وهي من الفنون الرفيعة المميزة التي تتنوع أساليبها إعتماداً على المدرسة التصميمية التي تتبعها, كالمدرسة المملوكية في مصر والشام, والمدرسة المغربية في الأندلس, والمدرسة العراقية الفارسية, والمدرسة العثمانية في تركيا.
الفنون التطبيقية
تشمل الفنون اليدوية الصناعات الزخرفية والفخارية والصناعات الزجاجية والنسيجية.
فنون النحت والتصوير
يعتبر من أقل أنواع الفنون التى لقيت إهتماماً في العالم العربي الإسلامي, وقد انتشر فن النحت في أماكن متفرقة, كإيران والعراق ومصر وسوريا, أما التصوير فقد كان منتشراً في إيران.
فنون الموسيقى والغناء والرقص
وتشكّل هذه الفنون وحدة مترابطة في الفن العربي الإسلامي, ومن أشهر الصيغ التي عرفت بها هذه الفنون: الإبتهالات والموشحات والشعر ومن أشهر الرقصات هي الرقصات الصوفية.
فنون الآداء والتمثيل
تُسمى بالفنون الجماهيرية, وهي تشمل الآداء المسرحي والسينما والتلفزيون.